في هذا الكون الواسع الذي يضجّ بالحياة أدلّة قاطعة وبراهين ماثلة للناظر بوجود خالقٍ بديعٍ وحكيم خلقَ كُلّ شيءٍ فأحسنَ خَلقَه، وأكرمُ هذهِ المخلوقات وأشرفُها هوَ الإنسان الذي خلقهُ الله من طين وجعلَ لهُ الخلافة على الأرض، وأعطاهُ الله زِمام القيادة لمُقدّرات الأرض ليكون من الشاكرين.
كثيرٌ من النّاس يغفلون عن شُكرِ الله عِوَضاً عمّن يكفُر بالله ولا يؤمن بوجوده، ولكن طالما كانَت للإنسان حياة وبقيّةُ أنفاس عليه العودة إلى طريق الله القويم، فالله يقبل التوبة من عباده ويفرح برجوعِهم إليه تائبين مُنيبين ويكفّر عنهُم السيئات، ويبدّل ما اقترفوا من آثامٍ بحسنات، وهذا من تمام فضل الله على الناس، ومِن الأمور التي ينبغي أن تُرغّب على العودة إلى الله.
كيفيّة بدء حياة جديدة مع الله - اعقد نيّة العودة إلى الله في قلبك، واصدق النيّة مع الله؛ لأنَّ الله إذا علِم منّا خيراً آتانا خيراً وحُسناً، وفتحَ لنا طريق العودة إليه، وممّا لا شكَّ فيه أنّ النيّة هيَ من أعظم العبادات التي تُعتبر أساس الأعمال والأفعال كما جاءَ في الحديث الصحيح (إنّما الاعمال بالنيّات).
- افتح صفحةً جديدة مع ربّك جلّ جلاله وذلك من خلال التوبة الصادقة والنصوح عن كلّ ذنبٍ أذنبتهُ في حياتك، ما علمت منهُ وما لم تعلم، وكلّ ذنبٍ صغير أو عظيم وليس فقط من كبير الذنوب؛ لأنّ بعض الذنوب تراها في عينك صغيرةً مُحتقرة وهي في الأصل عظيمة عند الله، ولا تنس أن ترُدّ المظالم إلى أهلها وأن تُعيد الحُقوق إلى أصحابها، وهذهِ التوبة الصادقة التي تندم فيها على كلّ ما عملت ستفتح لكَ أبواب السعادة والإحساس بلذّة الإيمان والقُرب من الله تعالى.
- التزم بالفرائض كما أمرنا بها الله عزَّ وجلّ وخُصوصاً الصلاة، وللرجال أن يُؤدّوا الصلاة في المساجد؛ لأنّ صلاة الرجل في المسجد تعدل صلاة الفذَّ أي الرجل المُفرد بسبعٍ وعشرين درجة، وهي ممّا يملأ صدرك إيماناً ويضعك في روضة من رياض الجنّة؛ لأنَّ المساجد من أحبّ الأماكن إلى الله وفيها تتنزّل الرحمات وترتفع الدرجات.
- أحسِن إلى الناس تملك محبّتهُم ويرضى عنكَ ربّك وتكونُ حياتك لله بتعامُلكَ معَ الناس بحُسن الخُلُق، كما كانَ صلّى الله عليهِ وسلّم من أحسن الناس أخلاقاً كما قيلَ عنهُ عليه الصلاة والسلام كانَ قُرآناً يمشي على الأرض.
- تعلّم العِلم الشرعيّ وتفقّه في الدّين وخُصوصاً تلاوة القُرآن وعُلومه، وهيَ ممّا يضعكَ على فهمٍ صحيح لدينك ومعرفة ربّك جلّ جلاله.